سورة الملك - تفسير تفسير القرطبي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الملك)


        


{قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (25)}
قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ} أي خلقكم في الأرض، قاله ابن عباس.
وقيل: نشركم فيها وفرقكم على ظهرها، قاله ابن شجرة. {وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} حتى يجازي كلا بعمله. {وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ} أي متى يوم القيامة! ومتى هذا العذاب الذي تعدوننا به وهذا استهزاء منهم. وقد تقدم.


{قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (26)}
قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ} أي قل لهم يا محمد علم وقت قيام الساعة عند الله فلا يعلمه غيره. نظيره: {قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي} [الأعراف: 187] الآية. {وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ} أي مخوف ومعلم لكم.


{فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (27)}
قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً} مصدر بمعنى مزدلفا أي قريبا، قاله مجاهد. الحسن عيانا. وأكثر المفسرين على أن المعنى: فلما رأوه يعني العذاب، وهو عذاب الآخرة.
وقال مجاهد: يعني عذاب بدر.
وقيل: أي رأوا ما وعدوا من الحشر قريبا منهم. ودل عليه تُحْشَرُونَ.
وقال ابن عباس: لما رأوا عملهم السيئ قريبا. {سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا} أي فعل بها السوء.
وقال الزجاج: تبين فيها السوء أي ساءهم ذلك العذاب وظهر على وجوههم سمة تدل على كفرهم، كقوله تعالى: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} [آل عمران: 106]. وقرأ نافع وابن محيصن وابن عامر والكسائي: {سئت} بإشمام الضم. وكسر الباقون بغير إشمام طلبا للخفة. ومن ضم لاحظ الأصل. {وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ} قال الفراء: تَدَّعُونَ تفتعلون من الدعاء وهو قول أكثر العلماء أي تتمنون وتسألون.
وقال ابن عباس: تكذبون، وتأويله: هذا الذي كنتم من أجله تدعون الأباطيل والأحاديث، قاله الزجاج. وقراءة العامة تَدَّعُونَ بالتشديد، وتأويله ما ذكرناه. وقرأ قتادة وابن أبي إسحاق والضحاك ويعقوب {تدعون} مخففة. قال قتادة: هو قولهم: {رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا} [ص: 16].
وقال الضحاك: هو قولهم: {اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ} [الأنفال: 32] الآية.
وقال أبو العباس: تَدَّعُونَ تستعجلون، يقال: دعوت بكذا إذا طلبته، وادعيت افتعلت منه. النحاس: تَدَّعُونَ وتدعون بمعنى واحد، كما يقال: قدر واقتدر، وعدي واعتدى، إلا أن في أفتعل معنى شيء بعد شي، وفعل يقع على القليل والكثير.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8